فضل صيام عاشوراء ،يسأل الكثيرون عن فضل صيام يوم عاشوراء، ووارد حديث نبوي يؤكد أن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة الماضية. وقد روى أبو قتادة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله “صوم عاشوراء يكفر السنة الماضية، وصوم عرفة يكفر سنتين: الماضية والمستقبلة”، وروى ابن عباس رضي الله عنه قوله “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يومٍ فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان”.
بالتالي، فإن صيام يوم عاشوراء له فضل عظيم في الإسلام، حيث يعتبر من الأيام المباركة التي يجب على المسلمين صيامها. ويعتقد الكثيرون أن صيام هذا اليوم يساعد على مغفرة الذنوب والخطايا، وذلك بما يتمتع به يوم عاشوراء من مكانة خاصة في الإسلام.
ومن الجدير بالذكر أن صيام يوم عاشوراء ليس فريضة على المسلمين، وإنما هو سنة مستحبة. وينبغي على المسلمين أن يتحلى بالتقوى والتزام الصوم في هذا اليوم، ويجب عليهم أن يتخلصوا من الأفعال السيئة والمعاصي، وأن يكثروا من العبادة والطاعات، ويحرصوا على قراءة القرآن والدعاء والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة، وذلك للحصول على مغفرة الذنوب والخطايا ولتقربهم من الله سبحانه وتعالى.
فضل صيام عاشوراء
وعن فضل صيام عاشوراء يوضح موقع الأول أن عاشوراءُ: هو اليومُ الذي أنجى اللهُ تعالى فيه موسى وقومَه، وأغرقَ فرعونَ وقومَه؛ فصامه موسى شُكرًا، ثم صامه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: «قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فوجد اليهودَ يصومون يومَ عاشوراءَ، فسُئِلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليومُ الذي أظهر اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ على فِرعونَ؛ فنحن نصومُه تعظيمًا له، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «نحن أَولى بموسى منكم، فأمَرَ بصيامِه»، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «فصامه موسى شُكرًا، فنحن نصومُه…»، وللنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في صيامِ عاشوراءَ أربعُ حالاتٍ:
الحالةُ الأولى:
أنَّه كان يصومُه بمكَّةَ، ولا يأمُرُ النَّاسَ بالصَّومِ؛ ففي الصَّحيحينِ عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كانت عاشوراءُ يومًا تصومُه قُرَيشٌ في الجاهليةِ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُه، فلمَّا قَدِمَ المدينةَ صامه وأمر الناسَ بصيامِه، فلمَّا نزلت فريضةُ شهرِ رمضانَ كان رمضانُ هو الذي يصومُه، فترك صومَ عاشوراءَ، فمن شاء صامه، ومن شاء أفطر». وفي روايةٍ للبخاريِّ: وقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «من شاء فليصُمْ، ومن شاء أفطر».
الحالةُ الثَّانيةُ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا قَدِمَ المدينةَ ورأى صيامَ أهلِ الكتابِ له وتعظيمَهم له -وكان يحبُّ موافقتَه فيما لم يُؤمَرْ به- صامه وأمر الناسَ بصيامِه، وأكَّد الأمرَ بصيامِه، وحثَّ النَّاسَ عليه حتى كانوا يُصَوِّمونه أطفالَهم.
الحالةُ الثَّالثةُ:
أنَّه لَمَّا فُرِض صيامُ شهر رمضانَ، ترك النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمْرَ أصحابِه بصيام يومِ عاشوراءَ؛ لِما رواه مسلمٌ في صحيحِه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إنَّ عاشوراءَ يومٌ من أيَّامِ اللهِ، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه». وفي روايةٍ لمسلمٍ أيضًا: «فمن أحَبَّ منكم أن يصومَه فلْيَصُمْه، ومن كَرِه فلْيَدَعْه».
الحالةُ الرَّابِعةُ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَزَم في آخِرِ عُمُرِه على ألَّا يصومَه مُنفَرِدًا، بل يضمُّ إليه يوم -التاسع-؛ مخالفةً لأهلِ الكتابِ في صيامِه؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّه قال: حين صام رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عاشوراءَ، وأمر بصيامِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّه يومٌ تُعَظِّمُه اليهودُ والنَّصارى! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «فإذا كان العامُ المُقبِلُ إن شاء الله صُمْنا التاسِعَ»، قال: فلم يأتِ العامُ المقبِلُ حتى توفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
فضل صيام عاشوراء والأدعية التي تقال فيه
ومع ذيادة معدلات البحث عن فضل صيام عاشوراء يوضح موقع الاول أن هناك العديد من الأدعية والأذكار التي يمكن قراءتها خلال صيام يوم عاشوراء. ومن بين هذه الأدعية والأذكار:
اللهم إني صائم يوم عاشوراء، وأسألك الأجر والثواب على صيامه، اللهم اجعله لي كفارةً للذنوب، وعافيةً للجسد، وتربيةً للنفس، واجعله من صيام التطوع، وقربني به إليك، واجعله شاهدًا لي يوم القيامة
- سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير
- اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني، واجعل الخير حيثما كنت، وابعد عني الشر، واحفظني من كل سوء، وثبتني على دينك وعلى طاعتك يا رب العالمين
- اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد
- اللهم اجعل هذا الصوم كفارةً للذنوب وتجارةً للفقراء، وعطاءً للمحتاجين، وسدادًا للديون، وشفاءً للمرضى، واستجابةً للدعاء، واعفو عنا يا رب العالمين
هذه بعض الأدعية والأذكار التي يمكن قراءتها خلال صيام يوم عاشوراء، ويمكن للصائم أيضًا قراءة القرآن الكريم والتفكر في آياته، والإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بالتوبة والاستغفار والتوسل إليه بالعفو والرحمة والمغفرة
فضل صيام عاشوراء وموعده
يوافق موعد صيام يوم عاشوراء في عام 2023 يوم الجمعة، وهو يوم مشرف في الإسلام، حيث يعتقد الكثيرون أنه يستحب صيامه. وقد أوضح الأزهر الشريف في فتاويه السابقة أنه لا صحة للقول بأنه لا يجوز إفراد يوم الجمعة بالصيام، وذلك بناءً على قول الإمام الطحاوي رحمه الله، (وقد أذن رسول الله ﷺ في صوم عاشوراء وحضَّ عليه، ولم يقل إن كان يوم السبت فلا تصوموه، ففي ذلك دليلٌ على دخول كل الأيام فيه). [شرح معاني الآثار (2/ 80)]
وبالتالي، يجوز صيام يوم عاشوراء العاشر من شهر المحرم منفردًا، بما في ذلك إذا وافق يوم الجمعة، ويستحب مع ذلك صيام يوم قبله أو يوم بعده، خروجًا من الخلاف. ومن المهم التأكيد على أن الصيام من أفضل العبادات التي يمكن أن يقوم بها المسلمون، وقد حث النبي محمد ﷺ على صيام يوم عاشوراء، ويمكن للمسلمين الاستفادة من هذا اليوم المبارك لتقربهم من الله وتحسين علاقتهم بالدين وبالآخرة.
كتبت-هلبيس هاني
