الوصف
كتاب كلام الجسد للكاتب محمد بنيس
كلام الجسد بقلم محمد بنيس … كلامٌ كان ينبثق في غفلة عنّي. ويدي كانت تُلازم تلك الانبثاقات. مرة بعد مرة تكتبُ مذكرات، في شكل نصوص لها وضعُها الشخصيّ. لم أمنعْها ولم أتخلّ عنها. تركتها حرة. فهي كانت تفاجئني بعالمٍ مجهولٍ لا أعرفُ أين كانَ من قبلُ يختفي أوْ كيف كان يهجم في أوقات مباغتة. توتراتٌ في أقصى حَالاتها. ويدي تكتبُ المنفلتَ، المتمرّدَ، المُخيف. كلامٌ ينفجرُ شطحاً بين الأصابع. وأنَا أستقبله. ذلك نفسُه ما يأمرُ به قارئَه، الذي يقبَلُ بجسد قارئ حيٍّ، يستقبلُ بدوره كلامَ الجسد، الشطحَ، فلا يتخلّى أو يتراجَع. سيكُونُ مع المحسُوس، الحيويّ، الرّاقص. وكمَا أنّ كلام الجسد لا نهائيٌّ فإن قراءتَه لا نهائية. لهَا التوليدُ والتأويل. وفي كل مرة تدلُّ على فضاءات مُقبلة منَ المُستقبَل، في المُستقبَل. بذلك أمرَني كلامُ الجسد، بعد أن استحْوَذَ وملَكَ، في نصّ، ترْكيبٍ، كتابَة. هناك، في هذا الكلام، ما يلمعُ بغير المُطمئن. وأنتَ تعثرُ على أنفاس تنتعش، تتعرّى. جسد يتكلم. ولكَ نعمةُ أنْ تَكتب
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.